| فتاوى رمضان | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:01 am | |
| متى يبدأ الإمساك للصائم عند بداية الأذان والتكبير ، أم بعد الانتهاء منه ؟ ومتى يبدأ الإفطار أيضاً ، هل يبدأ عند سماع المؤذن بقوله ( الله أكبر ) ، أم ينتظر حتى ينتهي من الأذان ؟
نص الإجابة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فإن وقت الإمساك يبدأ مع بداية أذان الفجر بالتكبير ، كما أن وقت الإمساك يبدأ مع غروب الشمس الذي يدل عليه أذان المغرب . فللصائم أن يأكل ويشرب إلى أذان الفجر ، حتى لو سمع تكبير المؤذن وفي فمه طعام أو شراب وجب عليه أن يلفظه ولا يبلعه ، ويكون صيامه صحيحاً ، ولكن الأفضل أن ينتهي من سحوره قبل الأذان بوقت كافي ، ثم يمسك إلى الليل حتى يتأكد من الغروب بسماع أذان المغرب ، أو حتى الإعلان عن دخول وقته ، أو يرى قرص الشمس غرب تماما وإن لم يسمع الأذان. وإن انتظر لنهاية الأذان فصيامه صحيح .
يقول الشيخ عطية صقر ، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:
معلوم أن المؤذن لا يؤذن إلا بعد أن يعلم أن وقت الفجر جاء ، وعليه فالذي يأكل أو يشرب والمؤذن يؤذن للفجر؛ بطل صومه، ومن أفطر آخر النهار عند سماع آذان المغرب فصيامه صحيح ، لأن الأذان إعلام بانتهاء النهار ودخول الليل. وإن كان الأفضل أن ينتظر حتى يوقن تماما أن الليل دخل ، وفي الفجر يسن الإمساك قبل آذان الفجر؛ حتى يطلع النهار بالأذان، والإنسان مطمئن إلى انتهاء الليل، والذين يشكون في التوقيت الحالي للفجر، ويتعمدون الفطر مع الأذان حتى ينتهي، بل ويفطرون بعده بمدة، هؤلاء خرجوا عن الإجماع؛ لصحة التوقيت الحالي. والله أعلم .
أسم المفتي : فضيلة الشيخ عطية صقر | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:01 am | |
| من الذين يرخص لهم الفطر وتجب عليهم الفدية ؟نص الإجابة : بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمن عجز عن الصيام بسبب لا يرجى زواله فله الفطر وعليه الفدية ، كالشيخ الكبير ، والمرأة العجوز ، والمريض الذي لا يرجى شفاؤه ، وأصحاب الأعمال الشاقة التي لا يستغنون عنها بسبب حاجتهم أو حاجة المسلمين إليها واقتضت الضرورة استمرارهم فيها كل أيام العام ولم يقدروا على الصيام معها ، فهؤلاء يفطرون ويفدون عن صيامهم بإطعام مسكين عن كل يوم يفطرونه. وأما الحامل و المرضع إذا خافتا على نفسهما أو ولدهما وأفطرتا فقيل عليهما الفدية ، وقيل عليهما القضاء ، وقيل إن كان الفطر خوفا على الولد فقط فعليهما الفدية والقضاء ، وإن كان خوفا على أنفسهما أو على أنفسهما والولد فالقضاء فقط.
يقول الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: يرخص الفطر للشيخ الكبير، والمرأة العجوز، والمريض الذي لا يرجى برؤه وأصحاب الأعمال الشاقة الذين لا يجدون وسيلة للرزق إلا هذه الوسيلة.
هؤلاء يرخص لهم الفطر إذا كان الصيام يجهدهم في جميع السنة، ويجب عليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكينا، ولم يأت في السنة تقدير هذا الطعام، وأقله ما يكفي وجبتين من متوسط طعام هؤلاء المفطرين، وليس من متوسط طعام المساكين.
والدليل على هذا الحكم قوله ـ تعالى: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} على رأي ابن عباس في تفسير ذلك.
وقد روى البخاري عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ هذه الآية ويقول: ليست منسوخة، هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان في كل يوم مسكينا. وجاء قوله بعد ذلك: ولا قضاء عليه. في رواية الدارقطني والحاكم.
والمريض الذي لا يرجى برؤه، ويجهده الصوم، يقاس على الشيخ الكبير، وكذلك العمال المضطرون للعمل الشاق، ولا يجيدون غيره، ومنهم المحكوم عليهم بالسجن وبالأشغال الشاقة المؤبدة، إذا شق الصيام عليهم بالفعل، وكانوا يملكون الفدية.
ومن الذين يرخص لهم الفطر المرأة الحامل، والمرضع، إذا خافتا على أنفسهما أو على أولادهما، وعليهما الفدية دون القضاء، على رأي ابن عمر وابن عباس الذي قال لأم ولد له حبلى: أنت بمنزلة الذي لا يطيقه، فعليك الفدية، ولا قضاء عليك. رواه الدارقطني. وروى مالك والبيهقي عن ابن عمر أنه قال مثل قول ابن عباس، وهو الاكتفاء بالفدية دون القضاء. لكن عند الأحناف لابد من القضاء ولا داعي للفدية، وذلك للحامل والمرضع. أما الشافعي وأحمد فيقولان إن خافتا على الولد فقط، وأفطرتا فعليهما القضاء والفدية، وإن خافتا على أنفسهما فقط، أو على أنفسهما وعلى ولدهما فعليهما القضاء لا غير، وهذه هي أقوال اجتهادية لا مانع من الأخذ بأي واحد منها. والله أعلم . أسم المفتي : لجنة الفتوى | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:01 am | |
| من الذين إذا أفطروا في رمضان يكون عليهم القضاء والكفارة معاً ؟نص الإجابة : بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فالقضاء والكفارة واجبان إجماعاً على من أفطر في نهار رمضان بالجماع ، وأما من أفطر بالأكل والشرب أو بأحدهما فعليه القضاء والكفارة أيضاً عند الحنفية ورأي عند المالكية، وليس عليه إلا القضاء عند الجمهور .
يقول الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:
جاء في (فقه المذاهب الأربعة) أن الحنفية يوجبون القضاء والكفارة إذا حدث أمران: الأول: تناول غذاءٍ أو ما في معناه بدون عذر شرعي. والثاني: قضاء الشهوة كاملة بالجماع.
وقال المالكية: الذي يوجب القضاء والكفارة؛ تناول أي شيء مفسد للصوم عمداً مختاراً عالماً ، غير مبالٍ بحرمة الشهر. وكذلك رفع النية ورفضها ـ بمعنى نية الإفطار ـ وعودة القيء إلى المعدة إن كان عمداً .
وقال الشافعية: ما يوجب القضاء والكفارة هو: الجماع فقط مع العمد والعلم بالتحريم.
يؤخذ من هذا أن الذي يوجب القضاء والكفارة معاً هوالجماع فقط عند الجمهور . ودليلهم حديثٌ رواه الجماعة أن رجلاًً وقع على امرأته في رمضان، فأمره الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعتق رقبة ، فلما لم يجد أمره بصيام شهرين متتابعين، فلما لم يستطع أمره أن يطعم ستين مسكينا.
ومذهب الجمهور: أن المرأة والرجل سواءٌ في وجوب الكفارة، وذلك بشرط التعمد والاختيار. ويقول الشافعي بوجوب الكفارة على الرجل فقط .
ومن جامع في يوم ولم يخرج الكفارة، ثم جامع مرة أخرى في يوم آخر، فعليه كفارة عن كل مرة عند جمهور الفقهاء. واكتفى أبو حنيفة بكفارة واحدة. أما إن كان قد كفر عن الجماع الأول فعليه كفارة عن المرة الثانية باتفاق، ومن جامع مرتين في اليوم، فهي كفارة واحدة عند الجمهور. وهناك من الفقهاء من يوجب الكفارة أيضا على الفطر المتعمد بالأكل، ونحوه. لكن رأي الجمهور أقوى. والله أعلم . أسم المفتي : فضيلة الشيخ عطية صقر | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:02 am | |
| هل وضع القطرة والكحل في العين يفسد الصوم ؟ وهل يبطل الصوم بالاستنشاق من بخاخ الربو ، واستنشاق الأكسجين ؟
نص الإجابة :
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقطرة العين والكحل لا يفسدان الصيام ، ولو وصل أثرهما إلى الحلق على الراجح، وأما نقط الأنف فتفسد الصوم إذا وصلت إلى الحلق . وأما الاستنشاق من بخاخة الربو والأكسجين فقد اختلف فيه العلماء ، فقيل : يفسد الصوم ، ومن اضطر إليه يفطر ويقضي. وقيل : لا يفسد الصوم لأنه كشم الرائحة والأدخنة ، وهي لا تفسد الصوم.
يقول الشيخ عطية صقر ، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:
وضع القطرة والكحل لا يفسد الصوم؛ لأن العين منفذ غير مفتوح، حتى لو وجد طعم ذلك في الحلق، فقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يكتحل وهو صائم و هذا ما قال به الشافعية و الحنفية. لكن المالكية والحنفية قالوا : ذلك يفطر إذا وصل الطعم إلى الحلق.
وأما الاستنشاق من بخاخة الربو : فقد قال العلماء: نقط الأنف والبخار الذي يشم من إصبع الربو يبطل بهما الصيام، وإذا كان المريض لا يستغني عنهما في الصيام؛ جاز له الفطر وعليه القضاء بعد الشفاء من المرض، وإن كان المرض مزمنا لا يرجى شفاؤه كان له الفطر، وعليه الإطعام عن كل يوم مسكينا. والله أعلم . (انتهى)
ولكن الدكتور أحمد محمد كنعان ـ رئيس قسم الأمراض المعدية بإدارة الرعاية الصحية الأولية بالسعودية ـ يقول : البخاخات التي تستخدم لعلاج الربو لا تفطر لأنها نوع من الغاز كالهواء الذي نستنشقه فهي تشبه استنشاق بعض الروائح والأدخنة عرضا عن غير قصد ولهذا نرى أن استخدام البخاخ لا يفطر إلا إذا وجد المريض طعم البخاخ في حلقه وابتلعه، فإنه يفطر. علما بأن نوبات الربو الحادة هي من الحالات المرضية التي تتطلب علاجا إسعافيا عاجلا وتعتبر من الناحية الشرعية عذرا للفطر وللخروج من الحرج في مثل هذه الحالات الحادة نرى أن يفطر المريض ويتناول العلاج المناسب للحالة ويقضي بعد ذلك ما أفطره من أيام والله أعلم (انتهى) وكذلك يرى فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى .
وعليه : فوضع القطرة والكحل في العين لا يفسد الصيام ، وكذلك الاستنشاق من بخاخة الربو ، أو استنشاق الأكسجين لا يفطر إذا احتاج إليه الصائم ، على الراجح في المسألة. والله أعلم.
أسم المفتي : لجنة الفتوى | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:02 am | |
| رجل ابتلى بشرب الدخان ويطلب الدعاء له بالعصمة منه ثم يقول أن آخر ما يتناوله من طعام السحور سيجارة من الدخان وما أن يسمع أذان المغرب حتى يتناول مثلها قبل الماء والطعام فهل عليه من بأس في هذا ؟ وما حكم صيامه ؟نص الإجابة : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ؛ وبعد فنسأل الله أن يعافي أخانا مما ابتلاه من شرب الدخان وأن يرزقنا واياه العصمة من الخطأ والزلل والتوبة اليه . والدعاء للانسان بالشيء لا يكفي وحده بل لا بد من عمل يعمله الانسان حتى يكون ذلك موافقا لحكمة الله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا لو دعا الرجل أن يرزقه الله ولدا لم يكن محصلا لولد إلا بعد الزواج ؛ ولو سأل الله الجنة لن يكون له الوصول اليها إلا بعد العمل الصالح الذي يوصله اليها، وكذلك الانسان اذا دعا ربه أن يعصمه من الذنوب فلا بد أن يأخذ بالأسباب حتى يكون من علامة إجابة الله دعاءه . أما بالنسبة لعمله الذي يعمله ؛ كونه يختم سحوره بشرب الدخان ويبدأ إفطاره بشرب الدخان فهو محرم سواء على هذه الحال أو على حال أخرى لما فيه من الضرر البدني والمالي والديني ولما كان كذلك فإن الشرع يحرّمه لأن القاعدة العظيمة في هذا الدين الإسلامي هي تحصيل المصالح وإزالة المضار ؛ ولا يجوز له أن يفعل هذا الفعل حتى لو شرب الدخان قبل ان يتسحر فهو حرام عليه, فعلى العاقل المؤمن أن يستعين بالله تعالى في التخلص منه وفي الصوم فرصة لمن وفقه الله لذلك حيث إنه في النهار ممسك عنه فإذا جاء الليل أمكنه أن يتسلى عنه بما أباح الله له من الطعام والشراب وأن يبتعد عن الجلوس مع شاربيه أيضا. وفي السنة أن يفطر الإنسان على تمر فإن لم يجد فعلى ماء والرطب أفضل من التمر اذا حصل وان لم يجد ماء فليفطر على ما أباحه الله من أي طعام وإن لم يجد ما يأكله فانه تكفي النية أي نية أنه أفطر وأنهى صومه. والله أعلم أسم المفتي : فضيلة الشيخ بن عثيمين | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:02 am | |
| من الأمور المحببة لي أن أستخدم العطور ، فهل إذا استخدمتها في نهار رمضان يفسد صومي ؟
نص الإجابة :
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأولى للصائم أن يزهد في متع الدنيا ، ليحقق الغاية من الصيام ، فلا يتعمد شم الطيب والعطور ، خاصة ما احتوى منها على نسبة من الكحول ، فإذا تعمد شم الروائح والعطور الطبيعية والورود فصيامه صحيح ، وإذا شمها دون تعمد فلا حرج عليه ، كذلك إذا شم العطور الصناعية دون تعمد ، أما إذا تعمد شمها فيكره مع صحة الصيام اتفاقا إذا لم تحتوِ على كحول ، أما إذا تعمد شم ما يحتوي على كحول فقيل يكره ، وقيل يبطل صومه ، والراجح الأول.
يقول الشيخ عطية صقر ، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:
يقول ابن تيمية: لا بأس بالعطور للصائم؛ لأنها كانت موجودة أيام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يثبت بأي طريق أنه نهى عنها، فلو كانت تفطر؛ لنهى عنها ، على الرغم من أن البخور يتصاعد إلى الأنف ويدخل الدماغ .
لكن بعض الفقهاء قالوا: العطور المحلولة في الكحول، وهو مادة تتبخر، إن قصد الإنسان شمها بمثل وضعها على أنفه؛ بطل صومه؛ لأنها كالدخان الذي قالوا: بأنه مفطر؛ لأنه يعطي الجسم لذة كالأكل والشرب، فكذلك هذه العطور.
أما الروائح الطبيعة كالورد والفل، فلا بأس بشمها في نهار رمضان، وإن كان الأولى عدم ذلك؛ تحقيقا لحكمة الصوم وكل ذلك عند قصد الشم وتعمد ذلك. أما عند عدم القصد كالمرور أو الجلوس عند صانع العطور، أو في حدائق الزهور، فلا ضرر؛ لأنه هواء معطر، وتلافي ذلك فيه مشقة والدين يسر. والله أعلم .
أسم المفتي : فضيلة الشيخ عطية صقر | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:03 am | |
| يقول البعض أن نوم الصائم عبادة فهل هذا القول حديث ، وإذا لم يكن حديثاً فهل يؤثر النوم على صحة الصائم ؟نص الإجابة : بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا القول لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو مخالف لما ينبغي للصائم فعله من العمل الصالح واغتنام الوقت المبارك للتقرب إلى الله تعالى ، ولكن النوم قد يكون مصلحة لمن كان يمنعه النوم من الوقوع فيما يفسد صيامه ، ولكن هذا نادر ، ولا يفترض في المسلم ، ومع ذلك إذا نام الصائم فصيامه صحيح .
يقول الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا:
جاء في تخريج العراقي لأحاديث (إحياء علوم الدين) للغزالي أن هذا الحديث موجود في أمالي ابن منده من رواية ابن المغيرة القواس عن عبد الله بن عمر بسند ضعيف، ولعله عبد الله بن عمرو، فإنهم لم يذكروا لابن المغيرة رواية إلا عنه. ورواه أبو منصور الدينبي في مسنده من حديث عبد الله بن أبي أوفى وفيه سليمان بن عمرو النخعي أحد الكذابين. يؤخذ من هذا أن الحديث ليس صحيحا، ولا حسنا عن النبي ( صلى الله عليه وسلم) فهو إما ضعيف، وإما موضوع.
وبصرف النظر عن سند الحديث، فهناك وجهتا نظرٍ عند تفسيره: الأولى: أن الصائم الذي يتعرض أثناء صيامه لأمور تتنافى مع حكمة الصيام بسبب اندماجه مع المجتمع كالكذب والغيبة، والنظر المحرم، وغير ذلك سيكفه نومه بالنهار عن هذه الأمور المنكرة. وذلك صورة من صور العبادة فهو عبادة سلبية كالصدقة التي قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وجوبها على كل مسلم لا يجد ما يتصدق به، ولا معونة من أي نوع كان قال: "فليمسك عن الشر فإن إمساكه عن الشر صدقة". رواه البخاري ومسلم. ومن هنا يكون نومه صوابا وعبادة.
والثانية : الصائم الذي يؤثر النوم على العمل الإيجابي المنتج مخالف لأوامر الدين في وجوب استغلال طاقة الإنسان في عمل الخير، ومخالف كذلك للأوامر الدينية التي تنفر من العجز والكسل. فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمر أبا أمامة بالاستعاذة منهما حتى يذهب الله همه ويقضي دينه ، كما رواه أبو داود.
فالإسلام دين حركة، وعمل وإنتاج والصائم يمكنه ذلك في حدود الوسع والطاقة، ولم يقف الصحابة عن العمل، وهم صائمون بل وقعت كبريات الغزوات في شهر رمضان، وعلى رأسها غزوة بدر والفتح الأعظم بمكة المكرمة. ومن هنا يكون نوم الصائم خطأً، وليس عبادة.
وإذا كانت بعض الدول تخفف من العمل في شهر الصيام، فلا يجوز أن يستغل ذلك لمزيد من الكسل والتهاون، فالعمل الصالح في ظل الصيام له ثوابه الجزيل.
كما أن شهر رمضان شهر عبادة ليلاً ونهارًا : أما بالليل فبالقيام بصلاة التراويح وقراءة القرآن، وأما بالنهار فبالصيام، والجزاء على ذلك وردت فيه نصوص كثيرة، وفي حديث واحد جمع ثواب الصيام والقرآن، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: يا رب منعته الطعام والشهوة بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان " رواه أحمد والطبراني والحاكم وصححه .
ولو نام الصائم طول النهار فصيامه صحيح، وليس حرامًا عليه أن ينام كثيرًا ما دام يؤدي الصلوات في أوقاتها، وكان النوم مانعًا له من التورط في أمور لا تليق بالصائم، وتتنافى مع حكمة مشروعية الصيام، وهي جهاد النفس ضد الشهوات والرغبات التي من أهمها شهوتا البطن وشهوة الفرج، ويدخل في الجهاد عدم التورط في المعاصي مثل الكذب والزور والغيبة، فقد صح في الحديث: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري. هذا ولم يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: نوم الصائم عبادة. والله أعلم. أسم المفتي : فضيلة الشيخ عطية صقر | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:03 am | |
| هناك إجراءات صحية تتبع لمن أراد أن يسافر للملكة العربية السعودية منها التطعيم ضد الأمراض وأحياناً تتم هذه الإجراءات ونحن صائمون ، فما حكم الشرع في ذلك ؟ أفيدونا مأجورين
نص الإجابة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و بعد : فإن المفطر هو ما دخل من المنافذ الطبيعية لا من مسام الجلد ، يقول فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر الأسبق : نفيد بأن الداخل فى الجسم إذا لم يصل إلى الجوف أو الدماغ أو وصل إلى أحدهما من المسام لا يفطر الصائم كما نص على ذلك فقهاء الحنفية والشافعية فقد جاء فى فتح القدير ما نصه : ولو اكتحل لم يفطر سواء وجد طعمه فى حلقه أو لا ؛ لأن الموجود فى حلقه أثره داخل من المسام ،والمفطر الداخل من المنافذ لا من المسام . وفى شرح مقطوعة الكواكبى ما نصه : وكذا إن وصل إلى جوفه أو دماغه دواء من غير المسام أما إذا وصل من المسام فإنه لا يقضى ( يعنى لا يفطر ) فلا قضاء عليه كما لو أدهن فوجد أثر الدهن فى بوله ، أو اكتحل فوجد طعم الكحل فى حلقه ، أو لونه فى برازه .
وقد نقل الإمام النووى فى شرح المهذب عن الإمام مالك : أنه لو داوى جرحه فوصل الدواء إلى جوفه أو دماغه لا يفطر مطلقا سواء أكان الدواء رطبا أو يابسا .
ومن هذا يعلم أن التطعيم لا يفطر الصائم ؛ لأنه لا يصل إلى الجوف منه شىء عن طريق غير المسام كما علمنا ذلك من الأطباء ، وبما ذكرنا يعلم حكم الحقن ، وهو أنها لا تفطر الصائم ؛ لأن الدواء لا يصل فيها إلى الجوف من المنافذ ، واللّه سبحانه وتعالى أعلم .
أسم المفتي : دار الإفتاء بالأزهر | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:04 am | |
| إذا صحوت من النوم في رمضان فضننت أن الفجر لم يطلع فأكلت وشربت ثم تبين لي أن النهار قد طلع ، فهل يصح صومي ؟ وماذا أفعل ؟نص الإجابة : بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالجمهور على أن من أكل في نهار رمضان خطأً عليه القضاء ، ولا إثم عليه ، بسبب خطئه ، سواء كان الخطأ في الظن ـ كما في السؤال ـ أو في الفعل ، كمن ابتلع ماءً وهو يتمضمض دون قصد . وهذا إذا تبين له خطؤه ، أما إذا لم يكتشف أنه أخطأ وظن أنه صام صوماً صحيحاً فلا شيء عليه.
يقول الشيخ عطية صقر ، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا: ذكر ابن قدامة في كتابه: (المغنى): أن من أكل يظن أن الفجر لم يطلع، وقد كان طلع أو أفطر يظن أن الشمس قد غابت ولم تغب ، أن عليه القضاء ، وذلك مع وجوب الإمساك على من أكل ظانا عدم طلوع الفجر، وقال ابن قدامة: إن هذا الحكم هو قول أكثر أهل العلم، ثم حكى عن بعض التابعين أنه لا قضاء عليه، وذكر في ذلك أثراً عن عمر ـ رضي الله عنه .
ولكن الرأي الأول هو المعول عليه ، وذلك لحديث البخاري : أنهم أمروا بقضاء يوم أفطروا فيه؛ لوجود غيم، ثم طلعت الشمس . هذا في الظن. أما الشك في طلوع الفجر، وعدم طلوعه : فقد قال فيه ابن قدامة أيضاً: وإن أكل شاكّاً في طلوع الفجر، ولم يتبين الأمر، فليس عليه قضاء؛ لأن المدار على تبيُّن طلوع الفجر، كما قال تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}. وقال: إن هذا هو رأي الشافعي، وأصحاب الرأي أي: الحنفية.
ولكن مالكاً أوجب القضاء؛ لأن الأصل بقاء الصوم في ذمته، فلا يسقط بالشك، وذكر أن الأكل عند الشك في غروب الشمس لمن لم يتبين الأمر يوجب القضاء.
وعليه : فعلى صاحب هذا السؤال أن يمسك بقية يومه ويقضي هذا اليوم، وهو الرأي المختار. والله أعلم . أسم المفتي : فضيلة الشيخ عطية صقر | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:04 am | |
| بعض المرضى في لحظة من نهار رمضان ربما يضطرون إلى تناول بعض الأدوية الضرورية عن طريق الفم دون تناول ماء أو سوائل معها مثل : مريض الربو الشعبي الذي ربما يحتاج إلى استعمال البخاخ ، وأيضاً مرضى السكر ، ومرضى الذبحة الصدرية الذين قد يحتاجون إلى وضع أقراص تحت اللسان وقت الأزمة لعلاجها فما حكم الشرع في صيامهم ؟ نص الإجابة : بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد نصَّ الفقهاء على أنه يُباح للمريض الذي يَعجز عن الصوم، أو يَضرُّه الصوم، أو يُؤخر شفاءه بإخبار الطبيب الأمين، أو يَغلب على المريض مَظِنَّةُ الهَلاك بسبب الصوم ؛ يجب عليه الفطر لهذا المرَض وعليه قَضاءُ ما أفطَرَ مِن أيامٍ أُخَرَ بعد شِفائه إذا كان المرض يُرجى شفاؤه ، وإذا كان المرض مُزمنًا ولا يُرجَى شِفاؤه فإنه يُعطَى حُكم الشيخ الفاني، ويُباح له الفطر ويجب عليه الفِداء، وذلك بإطعام مِسكينٍ عن كل يومٍ . ومِعيار المرض شخصيٌّ، أي أن المريض هو الذي يُقدِّر مدَى حاجته إلى الفِطر وُجوبًا أو جوازًا، وعليه أن يأخذ برأي الطبيب المسلم الثقة.
أما البخاخة : فإذا كانت تحتوي على دواء يَصل إلى جوْفِ المريض عن طريق الفم، فإن صومه يكون فاسدًا وعليه قضاؤه ، وإذا لم يصل منه شيء إلى الجوف أولا تَحتوي البخاخة على دواء وإنما يكون أمرُها توسيعَ الشعب الهوائية للمريض فقط فلا يَفسد صومُه.
يقول الأستاذ الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر :
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (يا أيُّها الذينَ آمَنُوا كُتبَ عليكمُ الصيامُ كما كُتبَ على الذينَ مِن قَبْلِكمْ لعلَّكمْ تَتَّقُونَ. أيَّامًا مَعدوداتٍ فمَن كانَ مِنكمْ مَرِيضًا أو علَى سفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أيَّامٍ أُخَرَ وعلَى الذينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طعامُ مِسكينٍ فمَن تَطَوَّعَ خَيرًا فهوَ خيرٌ لهُ وأن تَصومُوا خيرٌ لكمْ إنْ كُنتُمْ تَعلمونَ. شهرُ رمضانَ الذي أُنزِلَ فيهِ القرآنُ هُدًى للناسِ وبَيِّناتٍ مِن الهُدى والفُرقانِ فمَن شَهِدَ منكمُ الشهرَ فَلْيَصُمْهُ ومَن كانَ مَريضًا أو على سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أيامٍ أُخَرَ يُريدُ اللهُ بكمُ اليُسْرَ ولا يُريدُ بكمُ العُسْرَ) (البقرة: 183 ـ 185).
من هذه الآيات يَتَّضِحُ وُجوبُ الصوم على المسلم البالغ العاقل المُطيق للصوم، وقد خَصَّ الإسلام إباحة الفِطْرِ للمريض، ونَصَّ الفقهاء على أنه يُباح للمريض الذي يَعجِز عن الصوم بأيّة حال من الأحوال، أو يَضرُّهُ أو يُؤخِّر شفاءَه بإخبار الطبيب الحاذق الأمين، أو يَغلب على المريض مَظِنّةُ الهَلاك بسبب الصوم، ففي هذه الحالات نصَّ الفقهاء على وُجوب الفِطر لهذا المريض عملًا بالرُّخصة التي رخَّصها الإسلام، وعليه قضاءُ عدَّةِ ما أفْطَرَ من أيامٍ أخرَ بعد شفائه، وهذا إذا كان المرض يُرجَى بُرؤُه وشِفاؤه .
أما إذا كان المَرض مُزمنًا ولا يُرجَى بُرؤه ويَعجِز معه المريض عن الصوم، ففي هذه الحالة يُعطَى المريضُ حُكمَ الشيخ الفاني، فيُباح له الفِطر ويَجب عليه الفداء وذلك بإطعام مسكين عن كل يوم، بشرط أن يَستمرَّ العجز أو المرض إلى الوفاة.
فإن بَرِئَ مِن المرض في أيِّ وقت مِن أوقات حياته وَجَبَ عليه صومُ الأيام التي أفْطَرَها مهما كانت كثيرةً بقَدْرِ استطاعته. أما إذا كان المريض يَستطيع الصوم ولكن بمَشقةٍ شديدةٍ فإنه يَجوز للمريض في هذه الحالة الإفطار، وهو مُخيَّرٌ بين الصوم والإفطار. ومِعيار المرض شخصيٌّ، أيْ أن المَريض هو الذي يُقدِّر مدَى حاجتِه إلى الفِطر وُجوبًا أو جوازًا، وله بل عليه أن يَأخذ برأي طبيبٍ مسلم مُتديِّن يَتبع نُصْحَه في لُزوم الفِطر أو أن الصيام لا يَضرُّ. هذا هو الحُكم الشرعيُّ لصوم المريض.
وتأسيسًا على ذلك فإن مرضَى الرَّبْوِ الشُّعَبيِّ الذين يَستعملون البخاخة في نهار رمضان عليهم أن يَستشيروا الأطباء الحاذِقينَ المُتخصِّصينَ ويَتَّبِعُوا رأيَهم في الفِطر أو الصيام، فإذا أقرَّ الطبيب بأن البخاخة بها دواءٌ وهذا الدواء يصلُ إلى جوْف المريض أو البُلعوم من طريق الفم فإن صومَه يكون فاسدًا ، وله العذر في ذلك . وإذا كان لا يصل منه شيءٌ إلى الجوف ولا تحتوي البخاخة على دواء وإنما يكون أثرُها في توسيع الشُّعب الهوائية للمريض فقط فلا يَفسد صومُه.
وفي حالة فساد الصوم يجب على المريض القضاءُ من أيامٍ أخرَ بعد زوال هذا المرض، فإن كان مرضُه مُزمنًا ولا يُرجَى بُرؤُهُ فلا يجب عليه الصوم شرعًا وعليه الفدْية. وفي واقعة السؤال، حيث قرَّر السائل أن بعض الدواء أحيانا يصل إلى البُلعوم عن طريق الفم فإنه يَفسد صومُه وعليه اتباع الحُكم السابق في حالة فساد الصوم.
أما بالنسبة لمريض الذبحة الصدرية وكذلك لمريض السكر ومريض ضغط الدم المُرتفع ، فنفيد بالآتي: إن المنصوص عليه شرعًا أن تناول أيِّ طعامٍ أو شرابٍ أو دواء شرابًا أو أقراصًا عن طريق الفم أو الأنف أو أحد المَنافذ الطبيعية للجسم يُفسد الصومَ، وكلُّ ما يدخل إلى الجوف عن طريقها يُفسد الصومَ، وعلى المريض اتِّباع الأحكام السابقة في حالة فساد الصوم وعليه الأخْذُ بما رخَّصَه اللهُ تعالى والله أعلم. والله أعلم. أسم المفتي : الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:04 am | |
| ما هي بركة السحور التي أشار إليها الحديث الشريف ( تسحّروا فإن في السحور بركة ) ؟
نص الإجابة :
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الفاضل للسحور بركة عظيمة لما في طعام السحور من تقوية على الصيام، كما أن السحور يجعل المسلم يستيقظ في هذا الوقت المبارك والذي هو من أفضل أوقات العبادة فقد روى عمرو بن عبسة رضي اللَّه عنه قال: قلت يا رسول اللَّه وهل من ساعة أقرب إلى اللَّه تعالى من أخرى؟ قال: جوف الليل الأخير. (مسند الإمام أحمد)؛ فيكون الاستيقاظ للسحور من أهم الأسباب المعينة على العبادة في هذا الوقت المبارك. وحول هذه المسألة يقول فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سيد أحمد المسير (الأستاذ بجامعة الأزهر): السُّحور ـ بالضم ـ اسم للفعل أي الإعداد والحركة وتهيئة الطعام في وقت السحر، والسَّحور ـ بالفتح ـ الطعام المأكول ذاته في هذا الوقت. والحديث الشريف رواه مسلم في صحيحه عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "تسحَّروا فإن في السحور بركة، ويُقرَأ بالروايتين" فعلى رواية الضم يكون المعنى أن وقت السحر وهو ما يقع قبل طلوع الفجر، وقت بركة تتجلى فيه رحمة الله تعالى على عباده ويكون المسلم متهيئًا لقبول هذه النفحات بالذكر والصلاة والدعاء والاستغفار.. قال تعالى: (وبالأسحار هم يستغفرون) (سورة الذاريات:18). وعلى رواية الفتح يكون المعنى أن الطعام الذي يتناوله المسلم في هذا الوقت من الليل يُساعده على النشاط خلال يوم صيامه فيَقِلُّ شعوره بالجوع والعطش فيكون ذلك أقوى له.
ومن هنا جاء قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الصحيح: "إن بلالاً يؤذن بليل فكُلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذِين ابن أم مكتوم". فكان على عهد رسول الله مؤذنان: أحدهما بلال يُنَبِّه الناس قبل طلوع الفجر إلى قرب الوقت، فإذا جاء الوقت أذن ابن أم مكتوم، وكان الناس يعرفون الصوتين ويميِّزون بينهما. وجاء في بعض الروايات: "ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا". ولا يعني هذا النص أنه لم يكن بينهما فرق زمني وإلا ما صح قول رسول الله: "فكلوا واشربوا"؛ ولكن المراد أن بلالًا ـ رضي الله عنه ـ كان يؤذن قبل الفجر ثم يظل يراقب طلوع الفجر في موضعه حتى يَحِين فينزل فيُخبر ابن أم مكتوم ـ رضي الله عنه ـ فيتأهَّب بالطهارة ثم يرقى ويَشرَع في الأذان مع أول طلوع الفجر.
وقد جاء في فضل السحور قوله ـ صلى الله عليه وسلم: "فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر".
وتأخير طعام السحر مندوب إليه شرعًا، فعن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال: تسحَّرنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: "كم كان قَدْر ما بينهما، قال: خمسين آيةً".
والله أعلم
أسم المفتي : فضيلة الشيخ أ . د محمد سيد أحمد المسير | |
|
| |
آية النور
كاتب فعال
النوع : عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 العمل/الترفيه : طالبة
| موضوع: رد: فتاوى رمضان الجمعة أغسطس 14, 2009 11:05 am | |
| صوموا تصحوا ، كيف تتحقق الصحة من الصوم ، وهل للصيام فضائل أخرى ؟ نص الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله لم يُشَرِّع الإسلام شيئًا إلا لحكمة، عَلِمَها مَن عَلِمَها، وجهلها من جهلها، وكما لا تخلو أفعال الله تعالى من حكمة فيما خلق، لا تخلو أحكامه سبحانه من حكمة فيما شرع. فهو حكيم في خلقه، حكيم في أمره، لا يخلق شيئًا باطلاً، ولا يشرع شيئًا عبثًا وهذا ينطبق على العبادات وعلى المعاملات جميعًا، كما ينطبق على الواجبات والمحرمات أيضًا. إن الله تعالى غني عن العالمين، وعباده جميعًا هم الفقراء إليه، فهو سبحانه لا تنفعه طاعة، كما لا تضره معصية، فالحكمة في الطاعة عائدة إلى مصلحة المكلفين أنفسهم. وفي الصيام حِكَم ومصالح كثيرة أشارت إليها نصوص الشرع ذاتها، منها
1- تزكية النفس بطاعة الله فيما أمر، والانتهاء عما نهى، وتدريبها على كمال العبودية لله تعالى، ولو كان ذلك بحرمان النفس من شهواتها، والتحرر من مألوفاتها، ولو شاء لأكل أو شرب، أو جامع امرأته، ولم يعلم بذلك أحد ولكنه ترك ذلك لوجه الله وحده، وفي هذا جاء الحديث: "والذي نفسي بيده لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" (متفق عليه من حديث أبي هريرة، اللؤلؤ والمرجان -706).
2- أن الصيام، وإن كان فيه حفظ لصحة البدن - كما شهد بذلك الأطباء المُختصون - ففيه أيضًا: إعلاء للجانب الروحي على الجانب المادي في الإنسان، فالإنسان - كما يصوره خلق آدم - ذو طبيعة مزدوجة، فيه عنصر الطين والحمأ المسنون، وفيه عنصر الروح الإلهي الذي نفخه الله فيه، عنصر يشده إلى أسفل، وآخر يجذبه إلى أعلى، فإذا تَغلَّب عنصر الطين هبط إلى حضيض الأنعام، أو كان أضل سبيلا، وإذا تغلب عنصر الروح ارتقى إلى أفق الملائكة، وفي الصوم انتصار للروح على المادة، وللعقل على الشهوة.
ولعل هذا سر الفرحة اليومية التي يجدها كل صائم كلما وفق إلى إتمام صوم يوم حتى يفطر، والتي عبر عنها الحديث النبوي: "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" (متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان -707).
3- يؤكد هذا أن الصوم تربية للإرادة وجهاد للنفس، وتعويد على الصبر، والثورة على المألوف، وهل الإنسان إلا إرادة؟ وهل الخير إلا إرادة؟ وهل الدين إلا صبر على الطاعة، أو صبر عن المعصية؟ والصيام يتمثل فيه الصبران.
ولا غَرْو أن سَمَّى النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان: (شهر الصبر)، وجاء في الحديث: "صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحَر الصدر" (رواه البزار عن علي وابن عباس، والطبراني والبغوي عن النمر بن تولب، كما في صحيح الجامع الصغير -3804. ومعنى "وَحَر الصدر": أي غِشَّه ووساوسه، وقيل: الحقد والغيظ وقيل غيره)
كما اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم "الصيام جُنَّة" (وردت هذه الجملة في عدة أحاديث عن عدد من الصحابة منها: عن أبي هريرة في الصحيحين). أي درعًا واقية من الإثم في الدنيا، ومن النار في الآخرة، وفي الحديث: "الصيام جُنَّة من النار كجُنَّة أحدكم من القتال" (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان عن عثمان بن أبي العاص، كما في صحيح الجامع الصغير -3879). "الصيام جُنّة، وهو حصن من حصون المؤمن" (رواه الطبراني عن أبي أمامة، وحسنه في صحيح الجامع الصغير -3881).
4- ومن المتفق عليه أن الغريزة الجنسية من أخطر أسلحة الشيطان في إغواء الإنسان، حتى اعتبرتها بعض المدارس النفسية هي المحرك الأساسي لكل سلوك بشري والناظر إلى معسكر الحضارة الغربية اليوم، وما يعاني من انحلال وأمراض يتبين له أن انحراف هذه الغريزة كان وراء كثير من الأوحال التي يرتكس فيها.
وللصوم تأثيره في كسر هذه الشهوة، وإعلاء هذه الغريزة، وخصوصًا إذا دووم عليه ابتغاء مثوبة الله تعالى، ولهذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم للشباب الذي لا يجد نفقات الزواج، حتى يغنيه الله من فضله، فقال "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" (رواه البخاري عن ابن مسعود في كتاب الصوم وغيره، ومسلم 1400). والباءة: كناية عن النكاح، والوجاء: الخصاء، والمراد: أنه يضعف الشهوة إلى النساء
5- ومن حكم الصوم: إشعار الصائم بنعمة الله تعالى عليه، فإن إلْف النعم يفقد الإنسان الإحساس بقيمتها، ولا يعرف مقدار النعمة إلا عند فقدها، وبضدها تتميز الأشياء
فإنما يحس المرء بنعمة الشِّبَع والرِّيّ إذا جاع أو عطش، فإذا شبع بعد جوع، أو ارتوى بعد عطش، قال من أعماقه: الحمد لله، ودفعه ذلك إلى شكر نعمة الله عليه. وهذا ما أشير إليه في حديث رواه أحمد والترمذي، قال فيه صلى الله عليه وسلم: "عَرَضَ عليّ ربي ليجعلَ لي بطحاءَ مكة ذهبًا، فقلت: لا يا رب، ولكني أشبع يومًا، وأجوع يومًا، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك!" (رواه أحمد والترمذي عن أبي أمامة، وحسنه السيوطي تبعًا للترمذي، فاعترضه المناوي بأن في سنده ثلاثة ضعفاء)
6- وهناك حكمة اجتماعية للصيام (وخصوصًا صيام رمضان): أنه - يفرض الجوع إجباريًا على كل الناس، وإن كانوا قادرين واجدين - يوجد نوعًا من المساواة الإلزامية في الحرمان، ويزرع في أنفس الموسرين والواجدين الإحساس بآلام الفقراء والمحرومين. أو كما قال ابن القيم: يذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين وقال العلامة ابن الهمام: إنه لما ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات، ذكر من هذا حاله في عموم الأوقات، فتسارع إليه الرقة عليه (فتح القدير -42/2)
وفي هذا التذكير العملي الذي يدوم شهرًا، ما يدعو إلى التراحم والمواساة والتعاطف بين الأفراد والطبقات بعضهم وبعض، ولهذا رُوي في بعض الأحاديث تسمية رمضان "شهر المواساة" (روى ذلك من حديث سلمان عند ابن خزيمة في صحيحه، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان). وكان النبي صلى الله عليه وسلم فيه أجود بالخير من الريح المرسلة (فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما
ومن أجل هذا كان من أفضل ما يثاب عليه: تفطير الصائم، وفي الحديث: "من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا" (رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن زيد بن خالد، كما في صحيح الجامع الصغير -6415
وجماع ذلك كله: أن الصيام يعدّ الإنسان لدرجة التقوى، والارتقاء في منازل المتقين، يقول الإمام ابن القيم (وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحميتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها، أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) - (البقرة :185- زاد المعاد 29/2).
والحق أن صيام رمضان مدرسة متميزة، يفتحها الإسلام كل عام، للتربية العملية على أعظم القيم، وأرفع المعاني، فمن اغتنمها وتعرض لنفحات ربه فيها، فأحسن الصيام كما أمره الله، ثم أحسن القيام كما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نجح في الامتحان، وخرج من هذا الموسم العظيم رابح التجارة، مبارك الصفقة، وأي ربح أعظم من نوال المغفرة والعتق من النار؟. روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.. ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه من حديث أبي هريرة). والله أعلم أسم المفتي : فضيلة الشيخ الدكتور الشيخ يوسف عبد الله القرضاوي | |
|
| |
| فتاوى رمضان | |
|